فقال له
فيه : إنا أصبحنا في دهر حيرة ، تضطرب علينا أمواجه بغلبة الهوى ، العالم منا
والجاهل ، فالعالم منا مفتون بالدنيا مع ما يدعيه من العلم ، والجاهل منا عاشق لها
، مستملأ من فتنة عالمه ، فالمقل لا يقنع ، والمكثر لا يشبع ، فكل قد شغل الشيطان
قلبه بخوف الفقر ، فأعاذنا الله وإياك من قبولنا عدة إبليس وتركنا عدة رب العالمين
. يا أخي لا تصحب إلا مؤمنا يعظك بفعله ومصاديق قوله ، أو مؤمنا تقيا ، فمتى صحبت
غير هؤلاء ورثوك النقص في دينك ، وقبح السيرة في أمورك ، وإياك والحرص والرغبة ،
فإنهما يسلبانك القناعة والرضا . وإياك والميل إلى هواك ، فإنه يصدك عن الحق ،
وإياك أن تظهر أنك تخشى الله وقلبك فاجر ، وإياك أن تضمر ما إن أظهرته أخزاك ، وإن
أضمرته أرداك ، والسلام .