الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

الى جنات الخلد بأذن الله

بقلم : شركسية مزينها الشماغ
قال تعالى في محكم كتابه ' من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ' صدق الله العظيم
هناك الآلاف من كوكبة الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة كي يبقى الأردن الوطن الأغلى .
هناك الآلاف من كوكبة الشهداء الذين نسيهم التاريخ ونسيهم الوطن وإن الواجب يحتم علينا نحن الذين نذكرهم ونذكر شجاعتهم وإخلاصهم وتضحياتهم في سبيل أن يبقى الأردن وفي سبيل أن يبقى شعب الأردن يجب علينا أن نعيدهم إلى الوجدان والضمير ويجب علينا أن نكتب كل يوم قصة شهيد . لأنهم أشرف وأنبل وأطهر الصفحات في تاريخ الوطن 
وإنني أدعو كل عائلات الشهداء أبناء وبنات الأردن أن يبعثوا إلى كل المواقع الإلكترونية والصحف الأردنية بقصة كل شهيد استشهد وصورته وهو في لباس الشرف العسكري كي يبقى الأردن وكي تبقى الراية الأردنية خفاقة في أعلى سماء
اللواء الركن أحمد علاء الدين الشيشاني:
رجالاتنا استشهدوا كي يبقى الأردن رمزا للقيم والمبادىء والأخلاق استشهدوا وهم يبحثون عن الجنة من خلال دفاعهم عن الأرض الطهور
لقد قامت العشيرة بتكريم إبنهم أحمد علاء الدين ليس لأن صدره مغطى بنياشين الفخر والغار وليس لأنه الحاصل على وسام الشجاعة والإقدام العسكري مرتين وليس لأنه حاصل على شارة جرحى الحرب أربع مرات متتالية في مواقع القتال المختلفة وليس لأنه تم ترفيعه ترفيعا استثنائيا في ميادين الشرف والرجولة . تم تكريمه لأن أحمد علاء الدين قد عشق ثرى الوطن وأخلص للراية الهاشمية كان رمزا للوفاء لجنوده من القوات الخاصة وفعلا إنهم خاصة الخاصة من الرجال خلقا وشجاعة وشهامة وأخوة وبطولة. تم تكريم أحمد علاء الدين لأنه فتح باب مكتبه وباب بيته لمساعدة كل محتاج وكل مظلوم. تم تكريمه لأنه الشريف الأمين المخلص لأنه كان بدراً مضيئا في ليالي ظلماء
كانت البسمة تعلو شفاهه وهو يبحث عن الشهادة في ساحات الوطن ولكن هذه البسمة اختفت لمرة واحدة في يوم حزين بكت فيه السماء واغرورقت العيون بدموع الرجال حين اجتمعنا معا في جنازة المغفور له الملك الحسين رحمه الله
كان أحمد علاء الدين إبن الزرقاء الأبية ولد ونشأ فيها استهوته معسكرات الرجولة والشرف استهوته معسكرات الفرسان في الزرقاء ومصانع الرجال في خو أراد أن ينمو بسرعة أراد أن يكبر بسرعة وهو يعد السنين وقبل أن ينهي عامه الثامن عشر التحق بدورة التلاميذ المرشحين وبعد خدمة ثلاثين عاما أحيل أحمد علاء الدين إلى التقاعد برتبة لواء ركن مظلي طوال ثلاثين عاما حافظ فيها على الشرف العسكري حافظ فيها على كل الخلق العسكري وخاض معارك شرف ورجولة عبر السنين
وكغيره من البناة المؤمنين الشرفاء تمت إحالة أحمد علاء الدين إلى التقاعد وهو في قمة العطاء فكراً وجسداً وروحا وإيمانا مثله مثل الآلاف من أبناء القوات المسلحة وظل باب بيته مفتوحا لكل من احتاج خدمة أو شعر بظلم وظلت الإبتسامة لا تفارق شفتيه والإيمان يعمر قلبه قرير العين مرتاح البال والضمير لم يتحدث عن المهام التي قام بها ولا البطولات التي حققها لأنها في نظره واجب يمليه عليه الوطن والدين ومحبة واحترام الحسين رحمه الله. فمن أجل الوطن ترخص الأرواح ومن أجل الحسين وابا الحسين والوطن ترخص كل الأشياء
أحمد علاء الدين مثله مثل الآلاف من أبطال الأردن الشرفاء لن يستطيع الزمن ولن تستطيع الجغرافيا أن تمحو ما قدموه من تضحيات وبطولات كي يستمر الأردن في وجوده مهما اشتدت العواصف وادلهمت الخطوب . فجلدة ولائهم لا تتغير ولا تتبدل وسيظل شعارهم حتى الموت الله الوطن الملك
رحمك الله يا ابن الأردن وابن عشيرتنا
انا لله وانا اليه راجعون
هم السابقون ونحن اللاحقون