قال ابو قدامة
الرملي: قرأ رجل هذه الآية : ( وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده ، وكفى به
بذنوب عباده خبيرا ) فأقبل علي سليمان الخواص فقال : يا أبا قدامة ، ما ينبغي لعبد
بعد هذه الآية أن يلجأ إلى أحد غير الله في أمره . ثم قال : انظر كيف قال الله
تبارك وتعالى : ( وتوكل على الحي الذي لا يموت ) ، فأعلمك أنه لا يموت ، وأن جميع
خلقه يموتون ، ثم أمرك بعبادته ، فقال : ( وسبح بحمده ) ، ثم أخبرك بأنه خبير بصير
. ثم قال : والله يا أبا قدامة لو عمل عبد
الله بحسن التوكل ، وصدق النية له بطاعته ؛ لاحتاجت إليه الأمراء فمن دونهم ، فكيف
يكون هذا محتاجا ، وموئله وملجؤه إلى الغني الحميد ؟