الاثنين، 13 أكتوبر 2014

الموعظة الحسنة - كتب عاصم الانطاكي كتاب الى اسحاق الدمشقي

فقال له فيه : إنا أصبحنا في دهر حيرة ، تضطرب علينا أمواجه بغلبة الهوى ، العالم منا والجاهل ، فالعالم منا مفتون بالدنيا مع ما يدعيه من العلم ، والجاهل منا عاشق لها ، مستملأ من فتنة عالمه ، فالمقل لا يقنع ، والمكثر لا يشبع ، فكل قد شغل الشيطان قلبه بخوف الفقر ، فأعاذنا الله وإياك من قبولنا عدة إبليس وتركنا عدة رب العالمين . يا أخي لا تصحب إلا مؤمنا يعظك بفعله ومصاديق قوله ، أو مؤمنا تقيا ، فمتى صحبت غير هؤلاء ورثوك النقص في دينك ، وقبح السيرة في أمورك ، وإياك والحرص والرغبة ، فإنهما يسلبانك القناعة والرضا . وإياك والميل إلى هواك ، فإنه يصدك عن الحق ، وإياك أن تظهر أنك تخشى الله وقلبك فاجر ، وإياك أن تضمر ما إن أظهرته أخزاك ، وإن أضمرته أرداك ، والسلام .