الجواب :
أن كل مرادٍ مختار، وليس كل مختارٍ مراداً، لأن الإنسان يختار شرب الدواء الكريه وضرب الولد النجيب وهو لا يريد، ويختار طرح متاعه في البحر إذا ألجىء وهو لا يريد، وهما وإن كانا انفعالين فأحدهما - وهو الاختيار - لا يحدث إلا عن جولان وتنقيرٍ وتمييز، والآخر - وهو الإرادة - يفجأ ويبغت وربما حمل على طلب المراد بالكره الشديد؛ وفي عرض الاختيار سعةٌ للتمكن، وليس ذلك في عرض الإرادة. والعرب تستعمل الإراغة في موضع الإرادة، والأول من راغ يروغ، والثاني من راد يرود، والهمزة مجتلبةٌ للتعدي.