قال الإمام أبو إسحاق الثعلبى فى قول الله عز وجل إخبارا أن إبليس قال: {خلقتنى من نار وخلقته من طين} (الأعراف: 12)
قال الحكماء : أخطأ عدو الله فى تفضيله النار على الطين، لأن الطين أفضل منها من أوجه:
أحدها: أنه من جوهر الطين الرزانة، والسكون، والوقار، والحلم، والأناة، والحياء، والصبر، وذلك سبب توبة آدم وتواضعه وتضرعه، فأورثه المغفرة، والاجتباء، والهداية. وجوهر النار الخفة، والطيش، والحدة، والارتفاع، والاضطراب، وذلك سبب استكبار إبليس فأورثه اللعنة والهلاك.
والثانى: أن الجنة موصوفة بأن ترابها مسك، ولم ينقل أن فيها نارا.
الثالث: أنها سبب العذاب بخلاف الطين.
الرابع: أن الطين مستغن عن النار وهى محتاجة إلى مكان وهو التراب.
الخامس: أن الطين سبب جمع الأشياء، وهى سبب تفريقها، وبالله التوفيق.